مدونة مخصصة للبحث في قصة جقرا

الثلاثاء، 2 مارس 2010

جفرا ويا هالرّبع .... القصّة الحقيقية

تعود بداية هذه الحكاية إلى أربعينات القرن الماضي ، وقد كان مسرحها بيادر وطرق قرية فلسطينيّة وادعة من قضاء عكّا تدعى الكويكات ، وبطلها شاب مفتول العضلات والشوارب يحترف قول العتابا والزجل يدعى أحمد عبد العزيز علي الحسن ، ويعرف بالقرية بإسم أحمد عزيز ، وقد أعجب هذا الشاب بفتاة من القرية ( أعتذر عن ذكر إسمها ) ، وهام بها أيّما هيام ، ولقبّها بالجفره تشبيها لها بإبنة الشاة الممتلئة الجسم ، وبدأ بالتشبيب بها بقصائده وعتاباه ، وملاحقتها من مكان لآخر ، ولكن هي لم تبادله نفس الشعور على الإطلاق ، ورفضته حين تقدّم لخطبتها ، ولكن أشعاره بها كانت قد صارت على كل لسان ، وطارت بها الركبان في القرى والبلدات المجاورة ، ومنها

جفرا وهي يالرّبع= ريتك تقبريني
وتدعسي على قبري = يطلع نهر ميّه
التي حوّرها القوّالون بعده إلى ميرميّه

وهناك الكثير مثلها ، ولم يعرف بالضبط إن كانت له ، أم أنّها من تأليف زجّالين أخر ، لأنّ الكثيرين أخذوا ينظمون على اللحن نفسه منذ ذلك الحين وإلى وقتنا هذا
والمعروف أنّ الشاعر ، والفتاه ، لجأا مع أهلهما إلى لبنان بعد النكبة ، وربّما يكون هو قد أقام في عين الحلوة ، كما أفاد أخانا ياسر ، ولكن الجفرا أقامت مع أهلها في مخيّمات بيروت ، ومن ثمّ في حارة حريك
وما دعاني لفتح الموضوع في هذه الأيّام ، أنّ بطلة هذه القصّة توفيّت قبل حوالي الشهر فقط ، وقد أفاد عارفوها أنّها ظلّت تحتفظ بقدر عال من الجمال حتّى آخر عمرها ، ناهيكم عن الأدب وقوّة الشخصيّة والأناقة الشديدة ، رحمها الله
والذي يهمّنا في هذا الموضوع ، أن الجفرا وأغانيها أصبحت جزءا من التراث الفلسطيني الذي ألهم الشعراء ، مثل عز الدين المناصرة الذي له ديوان بهذا الإسم ، وقصيدة مشهورة غنّها مارسيل خليفة ، منها

للشعر المكتوب على أرصفة الشياح أغني
وبيروت الطلقة أغني
"جفرا" أمي، إن غابت أمي
جفرا الوطن المسبي
الزهرة والطلقة
والعاصفة الحمراء
جفرا إن لم يعرف من لم يعرف
غابة زيتون ورفيق حمام
وقصائد للفقراء
جفرا من لم يعشق جفرا
فليدفن رأساً في الرمضاء
أرخيت سهامي قلت يموت القائل
من لم يقتل وجه الفول الأصفر
تبلعه الصحراء
جفرا كانت في قصر الإقطاعي تنوح
جفرا كانت تحمل طلقتها في الجبهة وتبوح
بالسر المدفون على شاطئ عكا وتغني
وأنا لعيونك يا جفرا سأغني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق